إسرائيل تعاقب جميع الطلاب الجامعيين في القطاع..
أول التماس ضدّ العقاب الجماعيّ منذ إعلان قطاع غزة "كيانًا مُعاديًا"
قدمت جمعية "مسلك"، وهي مركز إسرائيلي للدفاع عن حرية الحركة، التماسًا لمحكمة العدل العليا باسم طلاب جامعيين من غزة تمنعهم إسرائيل من مغادرة القطاع لمتابعة تعليمهم في الخارج. وقالت "مسلك" في الالتماس أن "بني البشر يحلمون أحلامًا عديدة، فذاك يطمح أن يُصبح طيارًا، وتلك تريد أن تصبح عالمة... أما الملتمسون فيحلمون بأن يتعلموا".
وفي بيان لها يوم الاثنين، 22 تشرين الأول، قالت جمعية "مسلك" أن إسرائيل تمنع نحو 670 طالب جامعي يتواجدون في قطاع غزة من السفر لمتابعة دراستهم في الولايات المُتحدة، أوروبا، الأردن، شرق آسيا وفي أماكن أخرى.
ومنذ أن أعلنت الحكومة عن قطاع غزة "كيان معادٍ" تمّ تشديد القيود المفروضة على حركة المسافرين من القطاع وإليه وألغيت السفريات التي مكّنت الطلاب الجامعيين من مغادرة قطاع غزة. العديد من مئات الطلاب "المسجونين" في غزة خسروا بداية السنة الجامعية التي افتتحت في أنحاء العالم، وآخرون كثيرون سوف يخسرون السنة الدراسية بأكملها في حال عدم وصولهم إلى جامعاتهم في القريب العاجل.
وسام أبوعجوة (30) يحاول للمرة الرابعة مغادرة غزة لمتابعة تعليمه في علوم البيئة. تم قبوله سنة 2001 للدراسة في معهد العربا في إسرائيل، إلا أنه مُنع من دخول دولة إسرائيل. سنة 2003 قُبل وسام للدراسة للقب الثاني في ألمانيا، إلا أن إسرائيل منعته من مغادرة القطاع عبر معبر رفح، فخسر هذه الفرصة أيضًا. قبل سنة تم قبوله للدراسة في بريطانيا – إلا أن إسرائيل منعته من السفر إلى هناك ولم يحصل على تصريح مغادرة في الأشهر الأربعة الأخيرة. "حُلمي أن أقيم في غزة معهد دراسات وأبحاث" يقول وسام أبو عوجة "أريد أن أكرر بأن خروجنا للدراسة لن يهدد أمن إسرائيل. إنهم يريدون معاقبة حماس، لكننا نحن الذين ندفع الثمن، ما علاقتنا بهذا الموضوع...". المحامية ساري باشي، المديرة العامة لجمعية "مسلك"، تقول إن "القيود الخطيرة المفروضة على خروج أفراد من قطاع غزة هي أولاً وقبل أي شيء خرق للمبدأ الأساسي للقانون الدولي الذي يحظر العقاب الجماعي". "بالإضافة إلى ذلك" تقول باشي " إنه لمن المستغرب هذا التنكيل بالشباب الفلسطينيين الذين طموحهم في المعرفة، الدراسة والعلم هو مصلحة مشتركة لنا جميعًا، وسلب حقهم في التعلم والتطور لن يمنع إطلاق قذائف القسام."
يذكر أنه منذ تاريخ 6.9.2007 سُمح لـ 550 مواطنا من سكان قطاع غزة بمغادرتها بواسطة جهاز سفريات عبر معبر "إيرز" فقط. ولكن بعد أن قررت الحكومة الإعلان عن قطاع غزة "كيانًا معاديًا" توقف الجيش عن تشغيل هذا الجهاز – على الرغم من التعهد للمحكمة بالسماح للطلاب الجامعيين بالمغادرة.