لمحة حول تاريخ عمليات تبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال
عمليات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ونظيرتها في جنوب لبنان والتي أسفرت عن أسر ثلاثة جنود صهاينة، فتحت الباب واسعا أمام الحديث عن عمليات تبادل الأسرى التي خاضها الفلسطينيين في الماضي، في وقت يستشرف فيه الرأي العام الفلسطيني واللبناني البشائر بصفقات جديدة لتبادل أسرى العدو بأسرى فلسطينيين.
تاريخ صفقات التبادل...
وكانت دولة الاحتلال الصهيوني أجرت العديد من عمليات تبادل الأسرى مع الفلسطينين وخاصة منظمة التحرير الفلسطينية والجبهة الشعبية الفلسطينية، والتي أسفرت عن الإفراج عن المئات من الأسرى الفلسطينيين وهي كالتالي:
1-ففي تاريخ 16/7/1968 جرت أول عملية تبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الاحتلال وذلك بعد نجاح المقاتلين الفلسطينيين من منظمة التحرير باختطاف طائرة صهيونية وبداخليها أكثر من 112 راكباً صهيونياً، وتم إبرام صفقة مع دولة الاحتلال من خلال الصليب الأحمر الدولي وأفرج عن الركاب مقابل 20 أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام العالية.
2-أما العملية الثانية فقد تمت في عام 1971 عند إقدام مقاتلين من منظمة التحرير الفلسطينية باختطاف صهيوني عام 1970 وتمت صفقة محدودة أفرج من خلالها عن أسيرين أشهرهم الأسير محمود حجازي من قيادي الثورة الفلسطينية.
3-والعملية الثالثة والتي تعد العملية الأكبر والتي تم الإفراج من خلالها على 4600 أسير من المعتقلات الإسرائيلية مقابل الإفراج عن 8 جنود صهاينة كانوا قد أسروا من خلال عملية قام بها مقاتلي حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عام 1982، حيث تحفظت حركة فتح على 6 جنود بينما تحفظت الجبهة الشعبية القيادة العامة على جنديين.
4-أما العملية الرابعة فكانت في 30/5/1985 حيث تم الإفراج من خلالها عن 1150 معتقل من السجون الإسرائيلية في عملية تبادل تمت بين إسرائيل والقيادة العامة للجبهة الشعبية بقيادة أحمد جبريل مقابل الإفراج عن الجنديين الذين تم اختطافهم عام 1982 وتمت بإشراف الصليب الأحمر، حيث معظم الذين تم أفرج عنهم من الأحكام العالية.
5- نجح حزب الله وعبر وساطة ألمانية في كانون الثاني عام 2004 من استرجاع عدد من أسراه وعلى رأسهم " الشيخ مصطفى الديراني وعبد الكريم عبيد" وجثامين شهدائه التي اختطفها جيش الاحتلال أبان الاحتلال الصهيوني للجنوب، وضمت هذه الصفقة أيضا أكثر من 400 أسير فلسطيني.
وحاولت الفصائل الفلسطينية خلال الانتفاضات السابقة اختطاف جنود إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين، إلا أن هذه المحاولات لم تنجح، وكانت سلطات الاحتلال تستخدم في كل مرة العمل العسكري لإنهاء أزمة الاختطاف، حتى وان كانت النتيجة قتل الجندي المختطف كما حصل في قضية نحشون فاكسمان الذي خطفته حماس.
إلا أنها نجحت في العملية الأخيرة من الاحتفاظ بالجندي غلعاد شليت وكسرت أنف جيش الإحتلال الذي فشل فشلاً ذريعاً من معرفة مكانه والإفراج عنه، حتى باتت أوساط صهيونية تؤمن بعملية تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.